كتب: أحمد مهدي سالم
أمام قهر العلوج،
وانحدار كبرياء البروج،
وجفاف العشب في المروج..
نحاول ولوج مناطق التوازن النفسي، والاتزان الانفعالي..
حتى نتنفس هواءً نقيًّا،
ونشمَّ وردًا زكيًّا
بابتعادنا عن أماكن الاختلال، ومواطن الاعتلال..
جميل مغادرة شوارع الشغب،
وتجمعات قلة الأدب،
وملتقيات الأكاذيب والشحن الخاطئ وارتفاع الضغوط،
وأنت تشعر بمرارة الواقع، وقساوة الوضع،
وسيادة منطق الهبوط،
و تأرجح الوطن، وقهر السقوط بسبب عصابة الأخطبوط الذي نهب كل شيء، واغتال كل حي،
ومنع النور والأمن والمي عن
شارعك الطافح بالمجاري،والملغَّم ب"المهاري الخليَّة" والمرارة والحقارة،
وغياب أية زخة أمل،
أو أبسط بشارة.
في مارثون اللقمة اليومي..
كل يوم، كل ساعة ينفصل عنك جزء،
وينوء ظهرك برزء،
وتتراكم أحزان إضافية،
و يمور قلبك بغضب صادم،
ويطلع ساخن تنهيدك كالغاز العادم.
عبثًا ياغبيُّ.. يا غير مؤتمن،
وطنك مرتهن؛
وهو الذي ما هان، ولم يهُن..
ولطالما زأر بهديره في العلن..
صرت تنتظر الحلول من خلف الجبال..
من وراء الأسوار.
سلمت أمرك،
ورهنت شعبك،
ونسفت تاريخك،
وأضعفت ذكرك،
وثقت بكلاب الجوار..
استعذبت مهزلة الاتفاقات،
وندوات الحوار،
وشعبك جائع، حافِ،
نصفه مشرد في المنافي؛
لكنه بدأ يتململ.. يثور،
ويصرخ، بعنفٍ طاغٍ، في الديجور:
لا مناص.. حان وقت الخلاص.
السكوت على جور الظلم جريمة،
وسحقًا للتخاذل، وأصحاب النفوس اللئيمة.