في حضرة نادي العين

دائمًا أقولها: لست رياضيًا، وليس لدي شغف الرياضيين وجنونهم، ولكن حين يتعلق الأمر بالهوية والمؤازرة، فلا مجال للتردد، فهنا أن تكون أو لا تكون.

يوم أمس، وجّه لي السيد الفاضل رئيس نادي العين الرياضي والثقافي، الأستاذ الفذ جلال اليس، دعوة لحضور ختام البطولة التنشيطية للفرق الشعبية في مدينة العين ومناطقها، ولأن الأمر ذا أهمية بالغة للعين وأهلها ومناطقها، التي تُعتبر حصنها الحصين، لم أجد بدًّا من تلبية الدعوة لأحضر وأتابع مجريات هذا الحدث، الذي شهده قيادات المديرية وازدانت المنصة بهم، ما يؤكد أن النادي استطاع أن يخطف القلوب والعقول بحنكة رئيسه وإدارته الفاضلة.

لن أسرد تفاصيل الحدث، فقد تحدث عنه الجميع وأجادوا، ولن أجاريهم في إبداعهم السردي والتحليلي، أمثال القناص طلال العولقي، الذي لا تفوته شاردة ولا واردة، والكروان اللودري صاحب الحنجرة الذهبية أديب الزهري، الذي أشعل الحماسة في أوساط الحضور، وألهب دواخلهم بكلماته الرنانة، والمصور المحترف والقلم الرشيق أحمد الحامدي، وأسماء أخرى لها صولات وجولات في هذا الحدث الكروي الجميل.

ولكن دعوني أتحدث عن نادي العين، الكبير بمكانته وأخلاق إدارته، التي استطاعت أن تثبت وجودها ومكانتها في زمن تلاشى فيه الكثيرون ممن يدّعون وصلاً بالكرة، والكرة منهم بريئة.

نادي العين وقيادته، التي أخجلت الكل بأنشطتها المتتالية وأحداثها الكروية المتعاقبة، رغم شُحّ إمكانياتها ومحاولة إقصائها وإدخالها في نفق الصراعات الداخلية من قبل ثلة فاشلة لا تريد للنادي الكبير أن يرتقي ويكبر، إلا أنها انصدمت بصخرته الشامخة القوية الصلبة، فتكسرت كل المؤامرات، ونجحت البطولة بإخلاص رئيس النادي جلال اليس، ومتابعة نائبه الفنان عبدالعزيز الفني، ورئاسة اللجنة المنظمة للبطولة، وكل الجنود المجهولين.

لا يلعب العين وناديه من أجل الكسب المادي، أو الصراع الجهوي والمناطقي، أو خلق العداوات، بل يلعب ليُخبر الجميع أن العين محطة الإبداعات الكروية والرياضة، التي إن توقّف فيها قطار البطولات، يعشقها ويتمنى ألا يفارقها البتة، كيف لا وهي مدينة الساحر صاحب القلم الرشيق والفيلسوف الرياضي، أستاذي محمد العولقي، وصاحب الحذاء الذهبي القديم المتجدد، اللاعب أنور الكوني.

نادي العين يمتلك ساحر القلوب، صاحب العقل الرزين والذكاء المتقد، الذي يقتلك بصمته ويفاجئك بأفعاله ورحابة صدره، الرئيس الذي لن يجاريه أحد، الأستاذ جلال اليس، الحارس الأمين للنادي الرصين.

نادي العين أخجلتهم.. بل أتعبتهم.. يحاولون أن يُزحزحوك، ولكن هيهات! هل يتزحزح الجبل؟

فهد البرشاء

5 فبراير 2025م