سجل الريال اليمني انهيارًا غير مسبوق أمام العملات الأجنبية في العاصمة المؤقتة عدن، حيث تجاوز سعر الريال السعودي 600 ريال يمني، بينما بلغ سعر الدولار الأمريكي 2300 ريال، وسط غياب أي تحركات حكومية حقيقية لوقف هذا التدهور المستمر، مما زاد من معاناة المواطنين بشكل غير مسبوق.
وأكد متعاملون في سوق الصرافة أن العملة المحلية تشهد تراجعًا حادًا منذ بداية العام الجاري، بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية، وانعدام الحلول الحكومية الفعالة، واستمرار المضاربة في سوق العملات.
أدى هذا التدهور إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية، حيث شهدت أسعار المواد الغذائية والوقود قفزات غير مسبوقة، مما جعل القدرة الشرائية للمواطنين في أدنى مستوياتها، خاصة مع تأخر صرف المرتبات وغياب الرقابة على الأسواق.
وأشار مواطنون إلى أن الوضع بات كارثيًا، حيث أصبح الكثيرون غير قادرين على تأمين احتياجاتهم الأساسية، في ظل استمرار الغلاء وغياب أي تدخل حكومي للحد من تدهور العملة.
ورغم تصاعد أزمة الصرف، لم تتخذ الحكومة أي إجراءات ملموسة لوقف الانهيار أو ضبط السوق المصرفي، مما جعل المواطنين يدفعون الثمن الأكبر لهذه الأزمة، فيما يطالب خبراء اقتصاديون بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة تشمل تدخلات نقدية وضبط سوق المضاربة وإعادة تفعيل المؤسسات المالية للدولة.
وحذر اقتصاديون من أن استمرار انهيار الريال سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية أكثر، وقد يدفع إلى موجة احتجاجات واسعة في المحافظات الجنوبية، إذا لم تتحرك الجهات المختصة بشكل فوري لإنقاذ الاقتصاد الوطني من الانهيار الشامل.