آخر تحديث :الجمعة-07 فبراير 2025-08:03م
حوارات

وزير الصحة العامة والسكان أ.د قاسم بحيبح : أنجزنا هيكلة الوزارة وتوفير البنية التحتية للمستشفيات الرئيسية

الجمعة - 07 فبراير 2025 - 05:17 م بتوقيت عدن
وزير الصحة العامة والسكان أ.د قاسم بحيبح : أنجزنا هيكلة الوزارة وتوفير البنية التحتية للمستشفيات الرئيسية
(عدن الغد) خاص




*حوار / عبدالسلام هائل

*تصوير / زكي اليوسفي



*إنشاء المجلس الطبي" والبورد العربي .والتوسع بخدمات المختبرات المركزية


* نسعى لإقرار إنشاء صندوق الدعم الصحي وتفعيل التأمين الصحي لتوفير مورد مستدام ..


"المقدمة "


حضوره القوي على الساحة الوطنية .. وإخلاصه المتفاني لخدمة وطنه والارتقاء بالخدمات الصحية ...يجسد كفاءته وقدرته في البقاء والاستمرارية على رأس قيادة وزارة الصحة .. !!

* في حوار ضاف وشفاف يؤكد الاستاذ الدكتور / قاسم محمد بحيبح وزير الصحة العامة أهمية الإنجازات في تحسين وتطوير أوضاع الخدمات في القطاع الصحي التي يلمسها المواطن اليوم ..ويشير إلى أبرز محاور خطط الوزارة للمرحلة القادمة والاشكاليات والتحديات التي تواجه نشاط وزارته .

" إنجازات"

الاستاذ الدكتور / قاسم محمد بحيبح وزير الصحة العامة والسكان يتحدث عن أهم المنجزات خلال فترة توليه مهام قيادة وزارة الصحة واستهل بداية حديثه بالتأكيد على أن وزارة الصحة العامة والسكان من أهم الوزارات الخدمية والاقرب إلى الناس والاكثر احتكاكات بهم .فالناس دائما يبحثون عن خدمات صحية في كل الظروف .ورغم أن الوزارة واجهت صعوبات كبيرة جدا خصوصا في ظل الواقع الذي تعيشه البلاد منذ مايقارب عشر سنوات.

ولكن أهم ما قمنا به وعملنا على تحقيقه في وزارة الصحة هو البناء المؤسسي للوزارة ،فالوزارة كانت تفتقد لمبنى حكومي خاص بالوزارة .وكان مقر الوزارة في مبنى ايجار وكل مرافق وقطاعات الوزارة متفرقة ما بين العمارات والشقق السكنية بالإيجار.

ولكن الحمدلله توفرالمبنى الحكومي الخاص بالوزارة والكائن في معهد أمين ناشر للعلوم الصحية.وبدأنا بتجميع القطاعات والإدارات المركزية داخل الديوان العام للوزارة.

وهذه خطوة من الخطوات التي استطعنا أن نصل إليها ،رغم الصعوبات وضعف الإمكانيات

*استكمال الهياكل المؤسسي

تمثلت الخطوة الثانية في استكمال الهياكل المؤسسية لوزارة الصحة.فكثير من الإدارات والبرامج لم تكن متوفرة .

*ما أهم هذه المرافق

؟

* من أهم هذه المرافق التي تم تأسيسها المجلس الطبي الرئيسي للجمهورية اليمنية الذي بدأ يمارس أعماله من عدن .وبالتالي بدأنا إيجاد المؤسسات من داخل عدن وبرغم الصعوبات أصبح لدينا الديوان العام للوزارة .ولدينا حوالي (٣٥٠) موظف في الديوان العام.. كما أن الفروع استكملت تجهيز مقوماتها وبنيتها التحتية .

*هل تواكب ذلك مع اهتمامكم بتأهيل الكوادر الصحية ؟

* بدأنا نعالج الإشكالية التي كانت تعانيها وزارة الصحة العامة في هجرة الكوادر البشرية من خلال التركيز على بناء وتعزيز قدرات الكفاءات البشرية حيث باشرنا بتنظيم الدورات المطورة والذي تكلل بإنشاء المعهد الصحي الوطني في عدن ،هذا المعهد سيعمل على تأهيل وتطوير قدرات الكوادر الصحية. من خلال إشراكهم بدورات طويلة المفعول اقلها من ثلاثة أشهر إلى تسعة أشهر ولتصل ان شاء الله الى سنتين .وهذا سيعمل على تطوير الكوادر الصحية ويجعلها أكثر تخصصا في الصحة العامة بالإضافة للاهتمام للمعاهد الصحية وتاهيلها

* أيضا المجلس اليمني للتخصصات الصحية بدأ الان يتوسع بشكل أكبر فاليوم موجود الآن في معظم المحافظات حضرموت الساحل والوادي ومارب وتعز وشبوة وعدن ،

ويوجد في حضرموت الوادي مثلا للمرة الاولى ( بورد طب نفسي ) .

*ما هي جهودكم في مجال توفير البنية التحتية للمستشفيات ؟

* كانت المستشفيات والمرافق الصحي خلال فترة مابعد حرب ٢٠١٥م تعاني كثيرا من عدم توفر البنية التحتية وخلال الفترة القليلة الماضية حققنا نتائج مرضية إلى حد ما.

* حيث تم إعادة تأهيل كثير من المستشفيات فمعظم المستشفيات المركزية في كل المحافظات تم اعادة تأهيلها إنشائيا

* فمثلا مستشفى جديد بني في الضالع كان موقفا منذ عشرين عاما . وحاليا تم استكمال الانشاء وبدأنا بتجهيزه كمستشفى عام لمحافظة الضالع .كما تم إعادة تأهيل كل من مستشفى ابن خلدون بمحافظة لحج ،ويتم إعادة تأهيل مستشفى ردفان .كما يتم إعادة تأهيل مستشفى الرازي وهناك مشروع إعادة تأهيل مستشفى ابن سيناء بمحافظة أبين .وفي مستشفى الصداقة بعدن سيتم بناء مستشفى جديد للنساء والولادة داخل المستشفى كما يوجد في مستشفى الجمهورية بعدن حاليا عددا من المشاريع التأهيلية .وايضا في بقية المحافظات.

وقدسبق وان تم تأهيل مستشفى الأمير محمد بن سلمان ( مستشفى عدن سابقا) وهذا يعتبر من أهم الإنجازات ولذي تم إعادة تأهيله وتشغيله من قبل البرنامج السعودي وحاليا يقدم خدمات ممتازة وكذا في بقية المستشفيات . وهناك خطط مع الشركاء لبناء عدد من المستشفيات منها مستشفى جديد في المكلا ومستشفى اخر في مدينة الغيضة بمحافظة المهرة ومدينة تعز وابين بالشراكة مع البرنامج السعودي لإعادة إعمار وتنمية اليمن .

* إلى أي مدى حققت أعمال التأهيل في تحسين خدمات القطاع الصحي وتوفر التخصصات النوعية ؟

*هذه المشاريع التأهيلية عملت على تحسن الخدمات الصحية والتي لم تكن متوفرة تخصصيا سابقا .كمركز القلب في عدن يتم فيه إجراء عمليات قلب وقسطرة.الخ

ومركز قلب في تعز ومركز قلب في حضرموت .وان شاء الله سيكون في القريب العاجل مركز قلب في سيؤون ومركز قلب في مأرب وفي بقية المحافظات

*وماذا بالنسبة لمراكز الأورام ؟*

بالنسبة للخدمات المتعلقة بالأورام لسنا راضون عن ذلك بسبب الصعوبات المالية واللوجستية مثلا للاسف الشديد عانينا كثيرا في إيجاد أرضية في عدن .ولكن حاليا تم ايجاد الموقع وسيتم بناء مركز تخصصي لمعالجة الأورام في عدن .

وفي بقية المحافظات في هناك مشاريع طور الانشاء لكن لم تصل إلى الحد الذي يرضينا .ولكن إن شاء الله سنركز خلال هذا العام على إنشاء المراكز التخصصية لمعالجة الأورام .

*كيف تقيمون علاقاتكم مع المنظمات الدولية المانحة ؟

* لاشك أن جزء كبير من تمويلات المشاريع الصحية هي من الشركاء ونحن حريصون على استيعاب التمويلات بشكل جيد وعلى العلاقة الطيبة مع الشركاءخصوصا الداعمين الرئيسيين كمركز الملك سلمان والبرنامج السعودي لإعادة إعمار وتنمية اليمن والبنك الدولي وغيرهم كما نعمل على أن تتلاءم أوجه الدعم مع الأولويات في الاحتياجات وبالذات مشاريع ذات الاستمرارية والاستدامة وطويلة الأثر .

* كيف تمكنتم من الاستفادة من الدعم الخارجي في إقامة المشاريع ذات الاستدامة ؟

* نعمل على توجيه التدخلات نحو الاستدامة مثلا كان معنا مشروع من البنك الإسلامي للتنميةبأربعة ملاين دولار لتعبئة اسطوانات الأوكسجين في ازمة كرونا .وحرصا من قيادة وزارة الصحة في الاستفادة من هذا المبلغ الكبير في إنشاء مشاريع ذات المدى الطويل .فقد عملنا على تحويل المبلغ إلى إنشاء مصانع اوكسجين في كل المحافظات بمافي ذلك محافظتي سقطرة والمهرة .وأصبح لدينا حاليا حوالي (٣٥) مصنع اوكسجين من هذا المشروع ومن مركز الملك سلمان

وقد حققت هذه المصانع الاكتفاء الذاتي لمادة الأوكسجين ولم تعد المستشفيات بحاجة إلى شرا الأوكسجين حيث قامت وزارة الصحة بطلب من المنظمات أن تدعم انشاء

هذه المصانع وان تتولى المحافظات تشغيلها .

* لماذا لم تعملوا على الاستفادة من الدعم في التوسع بمجال مشاريع الطاقة البديلة ؟

كان الامل أن نحقق نفس التدخلات لمادة الوقود لأننا نعرف أن انقطاع الكهرباء بشكل علينا عبء كبير .وكارثة كبيرة على القطاع الصحي ..وهذه تعتبر من أبرز الإشكاليات التي تواجهنا لما تمثله من عبء كبير ..ولذلك حاولنا أن نتوسع في مجال الطاقة الشمسية .لكن المستشفيات الكبيرة لا تغطيها الطاقة الشمسية ولذلك تظل الطاقة الكهربائية مهمة لتشغيل المرافق الصحية الكبيرة فمهما فعلنا من حلول يظل انقطاع الكهرباء يمثل كارثة على السكان بشكل عام والقطاع الصحي بشكل أكبر. لكن مرافق الرعاية الاولية تم التوسع في الطاقة الشمسية فيها،

حملات التحصين :

*هل أثمرت جهودكم في تنفيذ حملات التحصين في الحد من الاوبئة والأمراض الخطيرة ؟

*حرصنا في الوزارة على توفير اللقاحات الروتينية والتي لو كانت تغطي المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات الانقلابية فلن يحدث الانتشار الكبير للحالات الوبائية خصوصا الأمراض القابلة للتحصين كالحصبة والدفتيريا وشلل الاطفال .

لكن لدينا مشكلتين

المشكلة الاولى : أن المليشيات الانقلابية تمنع عملية التحصين المجتمعية ونسبة التغطية للحملات فيها منخفضة جدا.وبالتالي يؤدي ذلك إلى توسع انتشار الأمراض .ومع تحرك السكان تنتشر الحالات الوبائية في كل المحافظات بما فيها المحافظات المحررة والتي يتم فيها تنفيذ حملات التحصين .

والاشكالية الثانية تتمثل بدخول مئات المهاجرين غير الشرعيين من الأفارقة لبلادنا مما يؤدي إلى انتشار الكثير من الأمراض والتي كان آخرها انتشار مرض الكوليرا.بالاضافة إلى بؤر رفض للتحصين داخل المحافظات المحررة وهذه الثلاثة المخاطر تعمل على عودة الكثير من الاوبئة .رغم قيامنا بتغطية الحملات الوطنية .لكن كل هذا لا يغني عن اللقاح الروتيني الذي يقي كثير من الأمراض .

*هناك توسع وزيادة لعدد المرافق الطبيةالخاصة

ماهو دوركم في الوزارة للإشراف ومدى التزام تلك المرافق بالشروط والمعايير الصحية؟

*لابد من التوضيح بوجود إشكالية بين السلطات المركزية ممثلا بالوزارة والسلطات المحلية .فدور وزارة الصحة يتمثل بوضع السياسات والتخطيط والمعايير والاستراتيجيات وتوضيح الخطط والاستراتيجيات وتوجيهها إلى المكاتب الصحية في المحافظات وهي التي تقوم بالاشراف المباشر على المرافق الصحية الخاصة والتزامها بالمعايير .فنحن نقوم بالدور الاشرافي ورسم وتحديد المعايير والشروط والدور الميداني يكون على مكاتب الصحة في المحافظات ووتولى السلطات المحلية متابعة مدى التزام تلك المرافق بالمعايير الصحية .

* وما هو دوركم في متابعة المنافذ ؟

*تتمثل دور جهات وزارة الصحة بجهتين .الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية وهي الجهة المختصة بالتسجيل والترخيص والرقابة على الادوية منذ تصنيعها في بلد الانتاج وحتى وصولها للمستهلك. والهيئة تقوم بدور جيد في هذا الجانب .

والجهة الأخرى هي إدارة صحة المنافذ والموانئ وتقوم بمراقبة الالتزام بالمعايير والمواصفات الدولية من قبل المسافرين ووسائل النقل .

*ما هي الأهمية التي يمثلها إنجاز المختبر العام للهيئة العليا للأدوية والتوسعة في المختبرات المركزية ؟

*من ضمن المنجزات المهمة هو مشروع بناء المختبر المركزي التابع للهيئة العليا للأدوية في عدن .

ونحن نؤكد أن الهيئة العليا للأدوية هي المركز الرئيسي في عدن وخلال فترة ما بعد نقلها الى العاصمة عدن حققت تقدما كبيرا سواء في المجال النوعي او الكمي في عدد الموظفين وايضا في الإدارات وتوفير المباني اللازمة لعمل الهيئة . وحاليا وصلنا الى استكمال مبنى المختبر ومن المقرر أن يتم خلال هذا العام تجهيزه بالأجهزة والمعدات اللازمة ورفده بالكوادر البشرية المؤهلة .وبهذا سنحقق منجزا جديدا ومهما في مجال دقة وفحص جودة الأدوية واللقاحات التي تدخل الى الجمهورية اليمنية .بالإضافة إلى التوسع في المختبرات المركزية في عدن والفروع . والتي كانت محدودة والان تم التوسعة في خمس محافظات رئيسية وفي الطريق إلى التوسع في أربع محافظات أخرى .وايضا تم التوسع في الخدمات التي تقدمها المختبرات المركزية فبدأت بالأمراض والان بدأت بفتح مختبرات لفحص المياه والأغذية .وبدأ عمل الفحص وتحققت نتائج جيدة من خلال فحص المياه التي أثبتت وجود كوليرا في بعض المحافظات .والحمدلله تم السيطرة عليها .كما يتم فحص الأغذية وسلامتها .واخيرا فحص الأسماك التي أظهرت سلامتها من الكوليرا .وبالتالي مع التوسع في توفير البنية التحتية وبناء القدرات فإنه سيحقق الكثير من الطموحات والأعمال المنشودة.

* ماذا عن جهودكم في مجال اتمتة الوزارة ؟

* حققنا تقدما جيدا في هذا الجانب ولدينا نظام معلومات .وتوسعنا فيه كمثل نظام المعلومات الخاص بالترصد الوبائي الانذار المبكر .ونظام معلومات الموارد الصحية .تتوفر فيه كل البيانات الخاصة بالقطاع الصحي في كل المرافق وعلى مستوى كل محافظة

ونظام تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية هذه كلها أصبحت مرتبطة مع الوزارة .

ولدينا إن شاء الله خلال العام الجاري ٢٠٢٥م مشروع كبير في إنشاء غرفة عمليات الصحة المركزية والتي ستدير العمل الصحي بشكل أوسع .

* ما أبرز الإشكاليات التي تواجهونها؟

* الإشكاليات كثيرة وكبيرة جدا ولعل أبرزها انقطاع الكهرباء .والوضع العام يؤثر كثير على وزارة الصحة ونحن في وزارة الصحة أكثر الوزارات تأثرا كون عملنا يومي .فلا يمكن أن نتوقف يوما عن تقديم الخدمات الصحية للمواطنين .

* بالإضافة إلى ضعف الموازنات التشغيلية .

* إشكالية الكوادر البشرية فمعظم الكوادر متعاقدة بمبالغ زهيدة جدا. بل إن ارتفاع الأسعار وهبوط قيمة العملة الوطنية أثر بشكل مباشر حتى على الموظفين الرسميين .

* ونرى أن زيادة الموازنة التشغيلية للوزارة وتحسين وزيادة رواتب الموظفين .وتثبيت المتعاقدين أمر في غاية الأهمية

* وهناك اشكاليات اخرى نحاول حلها من خلال تدخلات الشركاء .لكن تدخلات الشركاء مؤقتة .وللاسف خلال العام ٢٠٢٤م تم توقف كثير من المانحين .

ماهي الحلول من وجهة نظركم ؟

* لاحلول الا بتوفر الموارد الدائمة عن طريق دعم الدولة و عن طريق صندوق الصحة ( وهو مشروع قدمناه لمجلس الوزراء ونأمل أن يتم الموافقة عليه لأن سيوفر لنا تمويل مستدام .

* أبرز خططكم للفترة القادمة ؟

* تسعى الوزارة جاهدة لاستكمال الترتيبات والاستعدادات لتنظيم المؤتمر الصحي في اليمن في ال١٨ من فبراير الجاري .وسيناقش كل الإشكاليات في النظام الصحي مع وضع الحلول والمعالجات من خلال الخروج برؤية لإصلاح وإعادة تأهيل القطاع الصحي في اليمن سواء في مجال القيادة والحوكمة والاشكاليات وتنازع الصلاحيات ما بين المركز والمحافظات والاقليم وسيناقش المحور الثاني التمويل الصحي واشكالياته وكيفية الحلول المتوقعة .

* ولدينا مشروع دعم الصحة ومشروع تفعيل التأمين الصحي التعاوني .

* ولدينا مشاريع مستقبلية أخرى فيما يخص نظام العمليات والطوارئ .وايضا نظم المعلومات

* ولدينا العديد من الخطط التي سيتم مناقشتها خلال المؤتمر القادم .