ترأس الرئيس علي ناصر محمد، رئيس مجموعة السلام العربي، مؤتمر "لا للتهجير.. لا لتصفية القضية الفلسطينية"، الذي نظمته النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، برئاسة الشاعر والمفكر الكبير الدكتور علاء عبد الهادي، الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب ورئيس مجلس إدارة النقابة، بالتعاون مع لجنة الحريات بالنقابة برئاسة الشاعر مصباح المهدي.
وتحدث خلال الجلسة الافتتاحية كل من: الرئيس علي ناصر محمد، رئيس مجموعة السلام العربي.والدكتور علاء عبد الهادي، الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب. والشاعر مصباح المهدي، رئيس لجنة الحريات بالنقابة وأمين عام المؤتمر. وناجي الناجي، المستشار الثقافي في السفارة الفلسطينية. والسيدة مريم الصادق، وزيرة خارجية السودان السابقة وعضو مجموعة السلام العربي. والسيد أحمد قذاف الدم. والأستاذ صلاح عدلي، الأمين العام للحزب الشيوعي المصري. والمهندس أحمد بهاء الدين شعبان، الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري. والأستاذ مدحت الزاهد، رئيس الحركة المدنية الديمقراطية ورئيس حزب التحالف الشعبي. والمناضلة مريم أبو دقة، ممثلة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. والمناضلة فائقة علوي السيد، الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام اليمني. وعلي عبد الكريم، الأمين العام المساعد الأسبق لجامعة الدول العربية. والمناضل علي عبد الله الضالعي، ممثل الحزب الناصري اليمني.
وقد حضر المؤتمر عدد من الشخصيات السياسية، إلى جانب عدد من الشخصيات اليمنية والفلسطينية والمصرية والعربية.
وجاء في كلمة الرئيس علي ناصر محمد:
أيّتها السيدات، أيّها السادة، أيّها الحضور الكريم،
يسرني أن أخاطبكم من أرض الكنانة، مصر التاريخ والحضارة، ومن هذا الموقع المهم الذي سبق أن التقت فيه أفكارنا مرارًا، لما تمثله النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر من قيمة ثقافية وفكرية وطنية وعروبية.
فلسطين هي مهبط الرسالات السماوية، و"على الأرض السلام وبالناس المسرة". لفلسطين السلام المستحق والعدالة المغيبة من قوى تسعى لحرمان شعبها من حقه المقدس في البقاء على أرضه. هذا المخطط الذي بدأته إسرائيل في عام النكبة الأولى، ويطمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن يتبعه بنكبة ثانية أشد في الألفية الثالثة، حيث يسعى لإخراج الفلسطينيين من وطنهم إلى شتات جديد، طمعًا في ثروات غزة من النفط والغاز وتحويل بحر غزة إلى مشروع سياحي سموه "ريفييرا الشرق الأوسط".
الشعب الفلسطيني ليس مهاجرًا غير شرعي ليتم ترحيله من أرضه، بل هو صاحب الحق والأرض.
... فلسطين ليست للبيع ...
المنازل التي دمرتها إسرائيل هي شاهد على عدوانها المستمر، وسيمضي الفلسطينيون في إعادة بناء ما هدموه كما فعلوا مرارًا بعد الهجمات الإسرائيلية الوحشية. الجميع يعلم أن غالبية سكان غزة هم لاجئون هُجّروا من ديارهم جراء عمليات التطهير العرقي التي نفذتها القوات الصهيونية خلال نكبة 1948 ونكسة 1967، ولا يزال هذا التهجير مستمرًا. إن كان الحديث يدور حول إخراجهم من غزة، فإن المطلب العادل والشرعي هو عودتهم إلى منازلهم في حيفا ويافا وعكا وسائر المدن والقرى التي أُجبروا على مغادرتها.
نلتقي اليوم في أرض الكنانة، أرض التصدي للتطهير العرقي والتوطين القسري في سيناء، وهنا من حق مصر والأردن علينا تحيتهما ودعمهما القومي. ويجب على جميع الدول العربية والإسلامية وكل الدول الإفريقية ودول أمريكا الجنوبية التي تصوت في الأمم المتحدة لصالح استقلال وحرية شعب فلسطين أن تقف جنبًا إلى جنب مع الحق الفلسطيني.
تاريخيًا، لم تبخل مصر، حكومات وشعبًا وأحزابًا ونقابات، بتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للقضية الفلسطينية. فعندما تنهض مصر، تنهض الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.
السيدات والسادة،
القضية الفلسطينية تواجه اليوم أخطر مراحلها بسبب التواطؤ الأمريكي مع إسرائيل، حيث تسعى إدارة ترامب إلى إعادة تشكيل خريطة المنطقة وفق رؤية نتنياهو. ترامب لا يعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ويتجاهل القرارات الدولية، ومنها قرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016، الذي طالب إسرائيل بوقف الاستيطان. اليوم، يتجاهل هذه القرارات مصممًا على تصفية القضية الفلسطينية بالتطهير العرقي.
إننا أمام منعطف حاسم وخطير في مسار القضية الفلسطينية. وعلى أمتنا العربية والإسلامية، ومعها كل الشعوب المؤيدة للحرية، أن تقف ضد حملات التطهير العرقي.
وبهذه المناسبة، ندعو القوى الوطنية الفلسطينية وجميع الفصائل المنضوية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية إلى تجاوز خلافاتها والعمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية. وقد بذلنا في مجموعة السلام العربي جهودًا مع جميع القوى الفلسطينية لتحقيق المصالحة الوطنية.
الحضور الكرام،
احتل الكيان الصهيوني أراضٍ عربية إضافية في سوريا ولبنان، ويريد ابتلاع غزة بمساعدة أمريكية. لم يُخفِ الرئيس ترامب دعمه لتوسيع حدود الكيان لتحقيق الحلم الصهيوني بـ"الدولة من النيل إلى الفرات" وفقًا لمؤتمر بازل 1897 بقيادة تيودور هرتزل.
غدًا، أيها السيدات والسادة، سيكون الدور على الضفة الغربية، حيث صرح ترامب أنه سيقرر بعد أربعة أسابيع ضمها إلى دولة الاحتلال من عدمه.
إن هذا الخطر يفرض على كل الفصائل الفلسطينية أن تحترم شعبها، وتنحي خلافاتها جانبًا، وتتصدى موحدةً للخطر الموجه لتصفية القضية الفلسطينية.
إن التطهير العرقي أصبح سياسة أمريكية، وليس مجرد أمنيات صهيونية. علينا أن نفكر جديًا في الحفاظ على مصالحنا ووجودنا وكرامتنا المستهدفة أيضًا.
وندعو القادة العرب إلى عقد قمة عربية طارئة في جامعة الدول العربية لاتخاذ موقف موحد ضد حرب الإبادة والتدمير والتهجير القسري لشعبٍ من وطنه وأرضه ومقدساته.
ختامًا،
تحية لمصر والأردن لرفضهما تصفية القضية الفلسطينية، وتحية للمملكة العربية السعودية لتمسكها بعدم التطبيع قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة. وتحية للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، وتحية لكل دول العالم التي رفضت هذا التهجير القسري. لا استقرار ولا سلام في الشرق الأوسط والعالم إلا بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
من جانبه، أكد الدكتور علاء عبد الهادي، الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب ورئيس مجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، في كلمته أن:
الثقافة المحملة بوعيها التاريخي هي أقوى القوى رغم نعومتها، لأنها قادرة على تحريك القوى الخشنة جميعًا. هناك ثقافتان: ثقافة الاستسلام للواقع، وثقافة المقاومة التي تؤمن بممكن جديد. ونحن مع ثقافة المقاومة.
وأكد عبد الهادي أن المقاومة الفلسطينية أصبحت قضية إنسانية في جوهرها، تعبر عن نضال شعب استُلبت أراضيه، ودُنس مقدساته.
مئات الملايين في أنحاء العالم خرجوا في مظاهرات لم تكن من أجل القضية الفلسطينية فحسب، بل من أجل القضية الإنسانية لهذا الشعب البطل.
كما قال ناجي الناجي، المستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية بالقاهرة:
إن مصر ستظل هي السند للشعب الفلسطيني، وهي الداعم الكبير للقضية الفلسطينية منذ عشرات السنين. ورفض التهجير إلى مصر أو الأردن أو السعودية هو موقف راسخ.
كما أكدت الدكتورة مريم الصادق، وزيرة خارجية السودان الأسبق:
إننا كعرب نرفض التهجير وندعو لدعم الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الحرجة. وشكرت الحكومة المصرية على فتح معبر رفح لإدخال المساعدات.
وتحدث السيد أحمد قذاف الدم في كلمته عن:
ضرورة التصدي للمشروع الصهيوني والوقوف ضد فكرة تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، منوهًا إلى ضرورة الوقوف صفًا واحدًا ضد المخططات الصهيونية.