وصل الحال بالاوضاع المعيشية بالمعلمين ، بدلا من الوقوف أمام طلالبهم للحصاد التعليمي ، لنجاح سير العملية التعليمية ، واستكمال العام الدراسي ، هاهم اليوم يقفون أمام مقر وزارة التربية والتعليم التي لم تستطع أن تلبي طلباتهم خلال هذه الفترة ، وأشعة الشمس والغبار ، تحيط بهم من كل أتجاه ، بالرغم من الاعتصامات التي سبقت لوجودهم فيها ، بدعوة من النقابة التربوية التي نعتز بموقفها الإنساني الإيجابي ، وبعزمها وإصرارها لكسر حاجز الخوف من السلطات الحاكمة ، لتظل هي السد المنيع للحفاظ على حقوقنا ٠
فيا ترى هل سيستمر الصمت الحكومي مع كوادر وكفاءات مربي الأجيال ، وصانعي أمجاد الحضارات ؟!
نأسف والله وكوادرنا على قارعة الطرق ، يفترشون الأرض ليرفعوا شعارات الجوع التي أهلكت عوائلهم ، برواتب هزيلة أضاعت مكانتهم وهيبتهم الاجتماعية والثقافية ٠
فاضطر بعض المعلمين أن يلجأ للبحث عن شواغر وظيفية آخرى ، لعل وعسى يرى من الحياة والعيش الرقيد نورا فيها ٠
ناهيك عن طلابنا الذين سد في وجوهم حب التعليم ، وأصبحوا أمام أمرين لا ثالث لهم :
أما أن يدفع أهاليهم بالعملة الصعبة ، ليحصلوا على التعليم في المدارس الاهلية الخاصة أسوة بطلاب القيادات والتجار وإكابر القوم ٠
أو أن يفترشوا بقاع الأرض بحثا عن سبل الحياة ، وبعيدا عن التعليم ، للأعمال الشاقة ، ليوفروا لأهلهم لقمة العيش ٠
فيا سبحان الله ، كيف أصبح الحال المعلم ؟!
فهذا الزمان تبدلت أحواله × وغدا نعيق الفاسدين صهيلا
ووجه الحقيقة أظلمت أرجاؤه ×
وفم العدالة أتقن التضليلا
فصبرا جميلا والله المستعان مع صانعي الأمجاد
وللقصة بقية ٠٠٠