تجمعت أعداد كبيرة من المعزين، بينهم مسؤولون وقيادات عسكرية وأمنية، بالإضافة إلى قيادات من المجلس الانتقالي وشيوخ وأعيان ونخب أكاديمية، في منطقة الرويد بردفان بمحافظة لحج، لتقديم واجب العزاء في وفاة لطفي صالح سلام العلوي، القيادي في اللواء 13 صاعقة والشخصية الرياضية، الذي توفي يوم أمس الخميس 13 فبراير 2025 في حادث مروري على الطريق العام في لحج، وتم دفنه في مقبرة جوجة.
وقد بدأ العزاء اليوم الجمعة، حيث استقبل المعزين كل من الشخصية الاجتماعية صالح سلام والد الفقيد، وأشقائه الضابط بسام وسامح وسلام صالح سلام، بالإضافة إلى أخواله الدكتور عبدالله هادي المنصب والشخصية التربوية محمد هادي المنصب، وأقارب الفقيد مثل العميد محمد سلام عم الفقيد والدكتور غسان محمد سلام والدكتور محمد حسين المنصب والأستاذ صفوان الجعدي، وعدد من أقاربهم.
وقد قدم المعزون تعازيهم ومواساتهم لأسرة الفقيد، وترحموا على روحه وأشادوا بأدواره البارزة في خدمة الوطن ومواجهة التطرف والإرهاب.
من جانبهم، أعربت أسرة الفقيد عن شكرهم العميق لكل من حضر لتقديم التعازي والمواساة، ولمن شارك في تشييع جثمانه. وولد الفقيد لطفي عام 1982 وتزوج وأنجب ثلاثة أولاد وبنتين.
وكان عبدالله هادي أحمد المنصب، وهو من أبرز نشطاء القضية الجنوبية ورئيس نقابة المهن الطبية الجنوبية، شعر بحزن شديد جراء وفاة ابن أخته "المرحوم لطفي". وقد كتب منشورًا عبّر فيه عن حزنه العميق لوفاته، حيث قال:
"من قلب ينبض إلى قلب توقف عن الخفقان، يسكنني الحزن بشكل مؤلم. ماذا أقول سوى 'وا أسفاه على لطفي'، عشت أيها الحبيب مبكرًا ومت مبكرًا دون وداع. وكأنك تقول: لا شيء سيبقى لنا، وكلنا سائرون إلى الفناء. تركتنا ومشيت بحكايتك. لا أحد يبقى، ولا شيء يدوم، نحن عابرون في قطار الزمن، نمضي دون توقف ونرحل في صمت. ورغم حزني عليك، إلا أنني مؤمن في النهاية بقول الله تعالى:
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:26-27].
ولا اعتراض في ذلك. إلى الجنة يا حبيبي، لا حزن ولا شوق ولا ألم ولا فراق، بل نعيم ورضا يملأ الآفاق، وأنهار وحدائق وأشجار، ومن حولك أهل وأحبة ورفاق. وفي النهاية،نسأل الله أن يجمعنا بك وبالأحباب في الجنة. آمين يا رب العالمين."
وقال وجدي محمد بدير، وهو صديق مقرب للفقيد وكان رفيقه عند الانضمام إلى السلك العسكري في الحرس الجمهوري، وكان جارًا للفقيد لطفي في منطقة شعب الديوان قبل أن ينتقل لطفي للعيش في منطقة الرويد.
وأشار إلى أن الفقيد لطفي كان يتمتع بالصبر أمام الظروف الصعبة، حيث انضم إلى السلك العسكري في مدرسة الحرس الجمهوري في ذمار، شمال اليمن. وقد حصل على عدة دورات في الحرس الجمهوري، منها دورات في الصاعقة والمظلات والمهارات القتالية، بالإضافة إلى دورة في المدفعية، وكان متخصصًا في الهاون.
وقال الشخصية الرياضية عادل صالح القطيبي "أبو حاكم":
لقد تعرفت على الفقيد لطفي صالح خلال دوري شهداء ردفان على ملعب الفقيد جابر محسن جابر في الحبيلين، حيث كان يرافق ويدعم فريقه، فريق شعب الديوان. كان الفقيد من عشاق كرة القدم، وقد لعب مع الفريق ثم أصبح مدرباً له، وكان مشاركاً في تتويج الفريق ببطولة دوري الشهداء، حيث كان جاداً في جميع المهام الموكلة إليه. كما كان حارساً سابقاً للفريق وقاد الفريق منذ سنوات مضت إلى المركز الثاني في دوري الفقيد جابر.
وكان الفقيد لطفي يتميز بالأخلاق العالية، والتواضع، والوفاء، وكان يقول الكلمة الصادقة ويبتسم ابتسامة واسعة لكل من حوله، ولم أره يوماً غاضباً.
رائد الغزالي