العميد الطيار الكابتن "محمد العباد" من صقر محلق في سماء الوطن إلى مزارع بسيط في أبين ..!!

كتب / نظير كندح

تتجسد العظمة بمعانيها الإنسانية في أولئك الأشخاص الذين يعدهم "الساسة" مجرد أرقاماً يلقى بهم وسط لهيب المعارك كوقود لحروب خاسرة فيبذل فيها الغالي والنفيس، أولئك الذين يثبون لنجدة الوطن عند الشدائد فإذا ما وضعت الحرب أوزارها عاد الناجين منهم لما كانوا عليه قبلها .. ملقين وراء ظهورهم بكل ما يمكنهم المطالبة به نظير تضحياتهم، فهم لايبحثون عن مقابل أو تقدير ولايتشدقون بما بذلوه تجاه الوطن ..!!

عميد طيار كابتن "محمد عبدالله عوض ناصر العباد" إبن مدينة حصن بن عطية "قلعة دلتا أبين" في مديرية خنفر، تجسيداً حياً لاؤلئك الأبطال الذين يتسمون بالعفة والتواضع وتجتاح نفوسهم مشاعر القناعة والرضى .

حيث أنحدر العميد الطيار كابتن "محمد العباد" من فوق أجواء الوطن كصقر جريح، عقب تسريحه قسراً من الخدمة في سلاح الجو ليشتغل في مزارع الموز المحيطة بمدينة حصن بن عطية بأبين ..

إضطر مؤخراً "العباد" إلى تأجير قطعة الأرض الزراعية الصغيرة التي يملكها في الحصن بمبلغ زهيد وإلى جانب راتبه الضئيل لايستطيع العميد طيار "العباد" مواجهة ضروف الحياة الصعبة وتأمين حياة كريمة لأسرته الكبيرة في ظل التردي الإقتصادي الذي تشهده البلاد ..!!

لمحة مختصرة عن تاريخ العميد طيار كابتن "محمد العباد" :

من مواليد مدينة الحصن .

تلقى تعليمه الابتدائي في الحصن والثانوي في مدينة جعار .

إلتحق بالسلك العسكري فور أداءه للخدمة الإلزامية في العام 1984 حيث تم إبتعاثه انذاك إلى الإتحاد السوفيتي لدراسة الطيران، عاد عقب ذلك في العام 1988 طياراً بالسلاح الجو بالجيش الجنوبي جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في ذلك الحين وتنقل في معظم القواعد العسكرية .

رياضي ولاعب كرة قدم حيث ظل يمارس اللعبة في صفوف فريق الجيش والقوى الجوية خلال فترة عمله التي كان آخرها في قاعدة الديلمي بصنعاء .

سرح قسرياً في أوج عطاءه المهني بالعام 2007 ولايزال حتى يومنا يقعد في منزله .

وفي ظل هذه الظروف يوجه مركز أبين الإعلامي نداءً إلى القيادة السياسية والعسكرية ورفاق "العباد" للنظر إلى حال رفيقهم ومساعدته بطريقة تتؤائم مع الخدمات و التضحات التي قدمها في سبيل الوطن ..