أكد الخبير الاقتصادي ماجد الداعري أن فكرة تحسن صرف العملة اليمنية لن تتحقق، حتى لو جرى تغيير شامل لكل المسؤولين في الحكومة أو حتى استقدام حكومة "من كوكب آخر" لتحل محلها.
وأوضح الداعري في منشورًا له على حائط صفحته بموقع "فيسبوك" أن الأزمة أعمق بكثير مما قد يبدو للمراقبين السياسيين، حيث وصف وضع الريال اليمني الحالي بـ"الحسن" مقارنة بالمستقبل المجهول الذي قد يشهد انهيارًا أكثر مأساوية.
وأشار إلى أن الوضع الكارثي للاقتصاد اليمني تجاوز حدود المعقول، خاصة مع استمرار حالة الانقسام السياسي وتعطيل تصدير النفط، بالإضافة إلى تفاقم الأزمات المرتبطة بموارد الدولة ونهبها.
وأكد أن الريال اليمني قد ينهار إلى مستويات غير مسبوقة في لحظة واحدة، في ظل غياب البنود الإصلاحية وافتقار البنك المركزي لأدوات التدخل اللازمة بعد أن أعلن عمليًا حالة استسلامه في مواجهة الأوضاع الراهنة.
كما أشار إلى وجود مسؤولية مشتركة تقع على عاتق كافة الأطراف، بما في ذلك مجلس القيادة الرئاسي وحكومة المحاصصة وجماعة الحوثيين، الذين وصفهم بالمستفيدين من الفوضى القائمة.
وأضاف أن رفض الحوثيين أي خطوات نحو تسوية اقتصادية توحد سعر الصرف والبنك المركزي يسهم في تعميق الأزمة، الأمر الذي يؤدي إلى جرائم بحق العملة الوطنية، تهريب العملة الصعبة، والمضاربة بها في السوق المحلية.
وفي ظل هذه الظروف، يرى الداعري أن الحديث عن تحسن العملة مجرد بيع أوهام للناس، داعيًا إلى اتخاذ قرارات عاجلة للتوصل إلى حلول شاملة توقف الانهيار وتمنع تفاقم المأساة الاقتصادية التي تعصف ببقايا الدولة.